خاطرة "مُحَادَثَةُ الذَّات"

 مجلسٌ قديم تداعى له أطراف السر والجهر..... 

تنَادت ذاتُ النفس للحوار عن ذي ما كان وما يكون....

سمعتُ صوتاً هزَّ زِمام أوردة الدماغ....

كان يقول اتسمعين ؟؟!!......

رددت عليه اسمع ، تكلم .....

قال الحياة ومن فيها وما يجري عليها سيانٌ بالنسبة للبشر.....

لكنه يختلف بمقدار تأثر حساسية نفس البشر.....

سئُل ملأُ أشراف قوم وسراتهم عن عجز بشري في مواكبة حياة الألم ....

قال الناس ثلاثة أنواع....

منهم من ارتقى بأخلاقه ولم يَخُنْ.....

ومنهم من استرسل على جذعه واهتم بالفترة ورحل....

ومنهم من يملك وجهين لمعاملة البشر.....

فالتحذر من ذي الوجهين ....

فإنه غدار لمن ائتمن......

كانت تلك كلمة ختم بها لغز غامض للحل أمام السُراه..... 

سألتُ ذاك الصوت أانتِ ذاتي ؟؟؟!.....

أجابت يالي الاعجاب لقد حللت اللغز ، لقد اعجبت بنفسي البشرية.... 

لا تتخاذلي من الناس فمنهم لغوب حثيث الكلام.....

ومنهم غوائلُ عبءُ الناس.....

كوني ذات كلمة واحدة وابتعدي عن الترهات ......

أُمكِ وأباكٓ هما من غرسا اغسان الحسن فيكِ ....

تلفظي بذكر الله واطمئني لأن المولى من جلَّ بأمره الحياة الدنيا....

وللهُ درُّ من قال " كل ابن انثى وان طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول" وسَلِم فوه ....

ولا تنجرفي نحو حيفٍ اسود الهلاك....

عيشي كما تريدين تغنيَّ بشخصية كفاء...

اطمئني ثقي برب العباد....

الذي لا ينسى من يدعوه آناء الليل ببكاء وعناد.....

كلا والله ، ما كان ربك نسيا.....

لقوله جل جلاله"وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) هود " ...

لا تحملي هموم الزائل الذي استعد للرحيل....

فتجهزي للآخرة التي ناظِرُها قريب...

أغلقت الكتاب الذي لا زال يتغنى بكلمات التقرب من النفس للذي عنوانه"محادثة الذات".....

مكتوب عليه من خلف جلده ناعم أملس شعناء....

"وان كل نفس لتحملنَّ على أكتافٍ بعد زوال روح الجسد للازل القريب"....



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان "غَيَاهِبُ الجُبّ"